ذاكرة الكلمات: اليوم الذي بدأ فيه تاريخي
كيف غيرت كتابة اليوميات من حياتي وساهمت في تراكم كتاباتي وتزايد معرفتي؟
يوم واحد، يمكنك أن تختاره الآن، ليكون اليوم الذي تتغير فيه حياتك للأبد. بالنسبة لي، كان ذلك اليوم هو اليوم الثلاثون من سبتمبر من عام 2020 للميلاد موافقاً اليوم الثالث عشر من صفر من عام ١٤٤٢ للهجرة.
في ذلك اليوم، بدأت يومي في الساعة الرابعة والنصف فجراً في شقة قديمة الطراز أرضيتها بدت كأكبر وأعتق لوح شطرنج من الأخشاب المتراصة تنتظر اليوم الذي يروون به عطشهم بماء مسكوب كي تتمدد وتبدأ بالتطاير من على الأرض هاربة من الزحام. كان اختياري للإفطار وقتها تحديداً ملعقة من العسل وكوباً من القهوة سريعة التحضير خشية إن أفرطت في الإفطار ألا أكون في أفضل أحوالي الذهنية؛ خصوصاً وأن أحد أهم الاجتماعات في حياتي على وشك البدء، لكن هذه قصة لوقت لاحق.
إن أحد أعمق الأيام تأثيراً عليك سيكون اليوم؛ الذي تبدأ فيه كتابة يومياتك ومذكراتك. اليوم الذي سينقلك من عيش كل يوم وكأنه يوم مكرر آخر إلى عيش كل يوم وكأنه إضافة كبيرة إلى عمرك. اليوم الذي سيصبح بداية تاريخك المكتوب والمحفوظ. بالنسبة لي كان ذلك هو الثلاثون من سبتمبر من عام 2020. عام التباعد وأزمة كوفيد19.
في ذلك الأربعاء السعيد، نجحت أخيراً في أحد أهم مشاريعي الوظيفية وتجاوزت الاجتماع بفضل من الله ومنة بأقل المشاكل. أتذكر بالضبط ماذا أكلت باليوم السابق. ماذا حصل في الاجتماع. جميع الزلات والمشاكل التقنية التي حصلت بالإضافة إلى المشاعر الجياشة مع نهاية الاجتماع. أتذكر ذلك كله لأنه حينها في ذلك اليوم، قررت أن أحتفل بأن أبدأ رسمياً في كتابة يومياتي ومذكراتي.
منذ ذلك الوقت وأنا أستخدم برنامج الملاحظات المشهور من ميكروسوفت في هاتفي المحمول من أجل تسجيل مذكراتي يومياً. كان ذلك اختياراً ندمت عليها في وقت لاحق لكن هذي قصة نكملها لمجلس آخر. كان لدي من الحكمة والمعرفة بنفسي، أني قررت أن أكتفي من مذكراتي، بذكر رؤوس الأقلام فقط، سطراً سطراً، كاتباً وملخصاً ومتحدثاً إلى مذكراتي عما حدث باختصار في ذلك اليوم.
كما تخيلتَ عزيزي القاريء وعزيزتي القارئة، فقد أصبح ذلك اليوم بداية تاريخي المكتوب الموثق.
بدأت أقارن عند تذكر حدث معين، هل هو حدث قبل الثلاثين من سبتمبر أو حدث بعده؟ إن حدث بعده، فلا بد أني كتبت شيئاً عنه لعلي أطلع عليه وأتذكره. أما بقية فوائد هذه العادة اليومية التي لم أدعها أبداً حتى الآن ولله الحمد والمنة، فسأدع ذلك لمنشور مستقبلي بإذن الله تعالى.